×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

فالحاصل: أنَّ الباطل وإن كان يسيرًا، فإنه ينمو ويزيد حتى يتكامل، وحينئذٍ لا يبقى للحق مجال في قلب المؤمن، أو في المجتمع المسلم.

قوله: «فيفسد عليه حاله من حيث لا يعلم» يعني: أنَّ الإنسان قد يغفل عن الباطل، أو يتساهل فيه، فيتنامى فيه الشر والباطل، حتى لا يدع مكانًا للحق، فلا يُتساهل في هذا الأمر، وليكن المسلم دائمًا على حذر، فإنَّ القليل يجرّ إلى الكثير، والقليل وسيلة إلى الكثير.

قوله: «كما يفسد جسم المغتذي...» يعني: كما أنَّ من يأكل الأطعمة الفاسدة يمرض ويتغذى بذلك، وهذا مرض حسِّي، فإن القلب كذلك يمرض إذا غذي بالمعاصي وبالشهوات المحرمة، كالتشبه بالكفار ومحبتهم، حتى ربما يُختم عليه فلا يبقى فيه مجال للحق.

قوله: «بهذا يتبيّن لك بعض ضرر البدع» أي: يتبيّن لك بعضها لأنَّ ضررها كثير، فيكفي أنها مقاومة للسنة، فإذا مَحت البدعةُ السنة، ضاع الدين.


الشرح