والإسلام دين
العَدل، لا يظلم أحدًا، حتى الكافر، فلا يعني بُغضه أن تعتدي عليه، قال سبحانه
وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا
يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ قَوۡمٍ عَلَى أَلَّا تَعۡدِلُواْ ٱعۡدِلُواْ هُوَ
أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 8].
أي: فلا يحملك بغضهم
ومعاداتهم من أجل دينهم على أن تظلمَهم وأن تتعدى عليهم، خصوصًا إذا كان لهم عهد
عند المسلمين وأمان، فحينها يكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، ما
داموا في عهد المسلمين، فمن اعتدى عليهم فقد اعتدى على الإسلام، واعتدى على
المسلمين.
والله جل وعلا قال: ﴿وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ﴾ [الإسراء: 33]، والنفس التي حرَّم الله: هي نفس المؤمن ونفس المعاهد؛ لأنَّ الله حرَّم دمه، وأمّنه، فلا تجوز الخيانة في حقه؛ لأنها خيانة للإسلام، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً» ([1])، وهذا فيه وعيد شديد.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3166).