×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

قال: وقد كان رجال من العلماء يستخفون ذلك، ويقولون: قد أحلَّ الله لنا ذبائحهم وهو يعلم ما يقولون وماذا يريدون بها، روى ذلك ابن وهب عن ابن عباس، وعبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وسليمان بن يسار، وعمر بن عبد العزيز، وابن شهاب، وربيعة، ويحيى بن سعيد، ومكحول، وعطاء.

****

قوله: «يضاهي قول الله...» يعني: إذا ذكر على ذبيحته اسم المذبوح له فهذا شرك واضح، لكن إذا لم يصرّح لكن ذَبح للكنائس وذبح بالمناسبات الكفرية والدينيـة عندهم، فإنه يشبه ما أهل به لغير الله فيحرم.

لبيان هذا الأمر، فإنَّ في كتاب الله آيتان: الأولى: قوله تعالى وقد أخبر عباده خبرًا متضمنًا النهي عن تعاطي مجموعة من المحرَّمات منها: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ١٧٣ فبذلك تحرم ذبائح النصارى واليهود التي ذكروا غير اسم الله عليها؛ لأن الآية تفيد العموم، والآية الثانية: ﴿وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ أي: ذبائحهم، وهذه الآية تُفيد العموم، أي: حل عموم ذبائح اليهود والنصارى، فأي العمومين نأخذ؟ الجمهور على القول الأول أنه يمنع أكل ما ذُبِحَ لغير الله أو ذُبِحَ في المناسبات الكفرية، وسواء كان من أهل الكتاب أو من غيرهم؛ لأنَّه حرام ويدخل فيه ما ذُبِحَ للمسيح وللكنائس، وغيرهم.


الشرح