وقال حنبل: سمعت
أبا عبد الله قال: لا يؤكل؛ لأنه أُهلَّ لغير الله به.
ويؤكل كل ما سوى
ذلك.
****
قوله: «لا يؤكل...» لأنه لم يقصد به
التقرب إلى الله، ولم يقصد به اللَّحم والاستطعام، وإنما قُصد به تعظيم ما يعظمونه
من هذه المناسبات، أو التقرب إلى المسيح أو الزهرة، فالحاصل: أنه لا يحل
أكله، والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ﴾ فتكون هذه الآية
مخصِّصة لقوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ
ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ﴾.
أي: يؤكل مِن
ذبائحهم كل ما لم يذكروا عليه اسم غير اسم الله، أو الذي لم يذبحوه لكنائسهم
وأعيادهم، لقوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ
ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ﴾.
قلت: لكنَّ الأمور
اختلفت في هذه الأيام، فهم اليوم لا يذبحون على الطريقة الشرعيّة، فالنصارى
تحديدًا قد صاروا يصدّرون اللحوم للعالم وبكميات كبيرة، يذبحونها على غير الصفة
الشرعية، وإنما يذبحونها بطريقة جماعية إما بالصعق الكهربائي أو الضرب على رؤوسها
أو الخنق، والطيور يقتلونها بالمياه الحارة، وهذا أكله لا يجوز.
والمسلم إذا كان يدري بأنَّ الذبائح تذبح بهذه الطرق غير الشرعية، فلا يجوز أن يأكل منها، وإن كان لا يدري فالاحتياط لبراءة الذّمة أن لا يأكل منها.