×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

وإنما أحلَّ الله عز وجل من طعامهم ما ذُكر اسم الله عليه، قال الله عز وجل: ﴿وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ [الأنعام: 121] وقال: ﴿وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ فكلُّ ما ذبح لغير الله، فلا يؤكل لحمه.

وروى حنبل عن عطاء في ذبيحة النصراني يقول: اسم المسيح. قال: كل، قال حنبل: سمعت أبا عبد الله يُسأل عن ذلك قال: لا تأكل، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ فلا أرى هذا ذكاته ﴿وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۖ [المائدة: 3].

****

هذان الدليلان صريحان في هذه المسألة في حق أهل الكتاب وغيرهم، وهو أنَّ ما ذبح لغير الله فإنه لا يؤكل منه لقوله تعالى: ﴿وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ ولقوله تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ.

يعني: أنَّ في هذه المسألة رأيين: الأول: أنَّ ذبيحة النصراني لا تؤكل لأنها ممّا ذُكر عليه اسم غيرِ الله وإنما ذكر اسم المسيح، والرأي الثاني -الذي نسب إلى عطاء وغيره-: أنه يؤكل أخذًا بعموم قوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ.

قوله: «فلا أرى هذا ذكاته ﴿وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ» فرأي الإمام أحمد في هذه المسألة الحرمة لأنها تدخل في قوله تعالى: ﴿وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ فالإمام أحمد خصَّص بهذه الآية قوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ والمخالف أخذ بعموم الآية الأولى ﴿وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ.


الشرح