×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

وهـذا يُبيّن لك بعض قـول من حـرَّم مـا ذُبِح باسم غير الله ولم يحرم ما ذُبِح لغير الله كما قاله طائفة من أصحابنا وغيرهم، بل لو قيل بالعكس لكان أوجـه، فـإنَّ العبـادة لغير الله أعظم كفرًا من الاستعانة بغير الله.

وعلى هذا فلو ذُبِحَ لغير الله متقرّبـًا به إليـه لحرم، وإن قال فيه: باسم الله، كما قد يفعله طائفة من منافقي هـذه الأمـة الذين قـد يتقرّبون إلى الأوليـاء والكواكب بالذبح والبخـور ونحـو ذلك.

وإن كان هؤلاء مرتدِّين لا تباح ذبيحتهم بحال، لكن يجتمع في الذبيحة مانعان.

****

  قوله: «وهذا يبيّن لك بعض قول...» فبعض العلماء يقول: لا بدَّ من التلفظ بأنه لغير الله، فلو ذبحه ولم يذكر أنه لغير الله، ولكن نوى بقلبه أنه لغير الله فهذا لا يحرم، وهذا تفريق من غير مُسّوغ، فإنَّ المدار على ما أُهِلَّ به لغير الله، سواء صرَّح بذلك أم نواه بقلبه؛ لأن المدار على النيات ولا دليل على التفرقة.

قوله: «وعلى هذا فهو ذبح لغير الله...» الشيخ رحمه الله يقول أنَّ هؤلاء منافقون يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، فهم يظهرون الإيمان بقولهم: باسم الله، ويبطنون الكفر في قصدهم لغير الله عز وجل وهذا هو النفاق الأكبر المخرج من الملة.

قوله: «لكن يجتمع في الذبيحة مانعان» أي: مانع الردَّة، ومانع الذبح لغير الله.


الشرح