×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

وروى أبو بكر بن أبي شيبة في ((تفسيره)): حدثنا وكيع، عن أصحابه، عن عوف الأعرابي، عن أبي ريحانة قال: سُئل ابن عباس عن معاقرة الأعراب؟ فقال: إني أخاف أن تكون مما أهلَّ لغير الله به.

وروى أبو إسحاق إبراهيم بن دُحَيم في ((تفسيره)): حدَّثنا أبي، حدثنا سعيد بن منصور، عن ربعي عن عبد الله بن الجارود قال: سمعت الجارود قال: كان من بني رباح رجل يقال له: ابن وثيل، شاعرًا، نافر أبا الفرزدق غالبًا الشاعر بماءٍ بظهر الكوفة، على أن يعقر هذا مئة من إبله، وهذا مئة من إبله إذا وردت الماء، فلما وردت الإبل الماء، قاما إليها بأسيافهما، فجعلا ينسفان عراقيبهما بأسيافهما، فخرج الناس على الحمر والبغال يريدون اللَّحم، وعلي رضي الله عنه بالكوفة، فخرج على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء وهو ينادي: يا أيها الناس لا تأكلوا من لحومها، فإنها أهلّ بها لغير الله.

****

ابن عباس أفتى بمنع ذلك، وقال: إني أخشى أن تكون مما أُهلّ لغير الله به؛ لأن قصد المتعاقرين ليس التقرب إلى الله، وليس أكل اللحم حتى يقال: هذا من المباح، وإنما قصدهما المفاخرة أيهما أكثر عقرًا للإبل، وهذا أمرٌ لا يجوز؛ لأنه يخشى أن يكون مما أهلّ لغير الله به، فيكون حرامًا اعتبارًا بالنية.

وهذا دليل آخر على أنَّ معاقرة الأعراب تدخل فيما أهلَّ به لغير الله؛ لأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء


الشرح