وروينا في تفسير
مجاهد المشهور عنه الصحيح من رواية أبي نُجيح في قوله تعالى: ﴿وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ﴾ قال: كانت حجارة حول الكعبة يذبح لها أهل
الجاهلية، ويبدلونها إذا شاءوا بحجارة أعجب منها.
وروى ابن أبي
شيبة: حدثنا محمد بن فضيل، عن أشعث، عن الحسن: ﴿وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ﴾ قال:
هو بمنزلة ما ذبح لغير الله.
وفي تفسير قتادة
المشهور عنـه: وأمّا ما ذبح على النُّصب، فالنصب: حجارة كان أهل الجاهلية
يَعبدونها ويَذبَحون لها، فنهى الله عن ذلك.
وفي تفسير علي بن
أبي طلحة عن ابن عباس: النصب أصنام كانوا يذبحون ويهلون عليها.
****
لقد نَصَبَ المشركون في الجاهلية حول الكعبة
المشرفة ثلاثمائة وستين صنمًا، وكانوا يتقربون إليهـا بالذبائح أو يذبحون عليها
للأصنام فيشركون بالله عز وجل وهذا هو فعل المبتدعين والقبوريين إذا استولوا على
مساجد الله، فإنهم يُحدثون فيها الشرك ودفن الأموات وإقامة الأضرحة تشبهـًا باليهود
والنصارى، حيث إنهم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا؛ لأجل
هذا نهى صلى الله عليه وسلم عن بناء القبور على المساجد، أو دفن الأموات فيها؛ لأن
هذا من الوسائل المفضية إلى الشرك ومن التشبه باليهود والنصارى، لذلك لـمّا استولى
المشركون على شؤون مكة وعلى المسجد الحرام جعلوا على الكعبة المشرفة التي هي بيت
التوحيـد الذي بناه إبراهيم عليه السلام، جعلوا عليه