×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

ولأنَّ الذبح في البقعـة لا تأثـير له إلاَّ من جهـة الـذبح لغير الله، كما كرهه النبي صلى الله عليه وسلم من الذبح في موضع أصنام المشركين وموضع أعيادهم.

وإنما يكره المذبوح في البقعة المعينة لكونها محل شِرك، فإذا وقع الذَّبح حقيقة لغير الله كانت حقيقـة التحريم قد وُجدت فيه.

واختلاف هذين القولين في قوله تعالى: ﴿وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ نظير الاختلاف في قوله: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ [الحج: 34] وقوله تعالى: ﴿لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ [الحج: 28] فإنه قد قيل: إنَّ المراد بذكر اسم الله عليها: إذا كانت حاضرة، وقيل: بل يعم ذكره لأجلها في مغيبها وشهودها.

****

 أي: أنَّ الذبح ما حرم من أجل البقعة، وإنما حرم من أجل الذبح لغير الله.

المقصود: أنَّ البقعة لا تؤثر في التحريم، وإنما التحريم لأنَّ هذه البقعة صارت محل شرك يشرك فيه مع الله.

أي: نظير قوله تعالى: ﴿وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ أنَّ ((عليها» يعم فعل ذلك في حضورها وغيابها، قال تعالى: ﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ [الحج: 36]، و﴿لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ

فإنَّ الذكر على بهيمة الأنعام يوازي الذكر عليها مباشرة عند ذبحها، ويشمل الذكر عليها وهي غائبة إذا أعدت لأن تذبح لله سبحانه وتعالى.


الشرح