×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

ولكن اللفظ يحتمله، كما روى البخاري في ((صحيحه)) ([1]) عن موسى ابن عُقْبة، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُنْزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الوَحْيُ، فَقُدِّمَتْ إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُفْرَةً، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ زَيْد: إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلاَ آكُلُ إلاَّ مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ».

وفي رواية له: وإن زيد بن عمرو بن نُفَيل كان يَعيبُ على قريشٍ ذبائحَهُم ويقول: الشَّاة خَلَقَها الله وأنزل لها مِنَ السَّماء الماءَ وأنبتَ لها مِنَ الأرضِ، ثم تذبَحونها على غير اسم الله. إنكارًا لذلك وإعظامًا له.

****

قوله: «أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ....» زيد بن عمرو بن نفيل هو عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد عاش في الجاهلية، ولكنَّ الله هداه للتوحيد والفطرة فكان على ملَّة إبراهيم، وكان يُنكر عبادة الأصنام ويعبد الله عز وجل.

ومفاد هذا الحديث: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لقيه قبل أن ينزل عليه الوحي، يعني: قبل البعثة، لقيه في بَلْدَحٍ وهو اسم مكان في أسفل مكة في طريق التنعيم، وقدَّم له النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، قال ابن بطال: كانت السُّفرة قدَّموها للنبي صلى الله عليه وسلم، فأبى أن يأكل منها، فقدمها النبي لزيد بن عمرو، فأبى أن يأكل منها، وقال لقريش الذين قدموها أولاً: إنا لا نأكل ما ذبح على أنصابكم. انتهى. وكان ينكر على المشركين


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3826).