وأمَّا أكثر
أصحابنا ففهموا من كلام أحمد: الأخذ بالحديث وحمله على الإفراد، فإنَّه سُئل عن
عين الحكم فأجاب بالحديث، وجوابه بالحديث يقتضي اتباعه.
وما ذكره عن يحيى
إنَّما هو بَيان ما وقع فيه من الشُّبهة، وهؤلاء يكرهون إفراده بالصوم عملاً بهذا
الحديث لجودة إسناده.
وذلك موجب للعمل
به، وحَمَلوه على الإفراد كصوم يوم الجمعة، وشهر رجب.
****
أكثر الحنابلة كما هو في ((متن الزاد»: أنه يكره
إفراد يوم السبت نظرًا للحديث الوارد في ذلك، فهم احتجوا به، إضافةً إلى أنَّ صومه
مفردًا فيه نوع تخصيص واعتقاد أنَّ فيه فضيلة.
قوله: «لجودة إسناده» أي: عندهم، أما عند
مخالفيهم فكما سبق، فمنهم من يقول: هذا حديث حمصي، كأنه من باب الطعن فيه، ومنهم
من قال: إنه كذب، فعلى كل حال هم لم يعتمدوا على هذا الحديث في كراهة صوم يوم
السبت.
فهم استدلوا بالحديث على مَنْع صوم يوم السبت، ولكنَّهم حملوه على من أفرده عن غيره من الأيام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد