×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

الجَمِيعِ؛ فَمَا بَالُهُ هُنَا خَصَّ تَحْرِيمَ الدُّخَّانِ بِمَنْ قَرَّرَ ضَرَرَهُ فِي حَقِّهِ طَبِيبٌ مُخْتَصٌّ وَبِالنِّسْبَةِ لشخص مُعَيَّنٍ؟ وَهَل الدُّخانُ يَضُرُّ بَعْضَ النَّاسِ دُونَ بَعْضٍ؟ أَوْ ضَرَرُهُ عَامٌّ لِكُلِّ مَنْ تَنَاوَلَهُ؟ كُلٌّ يَعْرِفُ عُمُومَ ضَرَرِهِ لِكُلِّ مَنْ تَنَاوَلَهُ؛ فَلاَ وَجْهَ لِمَا قَالَهُ.

ذِكْرُ نَمُوذَجٍ مِنْ فَتَاوَى العُلَمَاءِ فِي حُكْمِ الدُّخانِ

وَنَحْنُ نَنْقُلُ هُنَا نَمُوذَجًا مِنْ فَتَاوَى العُلَمَاءِ رَحِمَهُمُ اللَّهَ فِي حُكْمِ تَنَاوُلِ الدُّخانِ.

قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ آل الشَّيْخِ مُفْتِي الدِّيَارِ السُّعُودِيَّةِ رحمه الله: «وَقَدْ سُئِلْتُ عَنْ حُكْمِ التَّنْبَاكِ الَّذِي أُولِعَ بِشُرْبِهِ كَثِيرٌ مِنَ الجُهَّالِ وَالسُّفَهَاءِ، مِمَّا يَعْلَمُ كُلٌّ تَحْرِيمَنَا إِيَّاهُ نَحْنُ وَمَشَائخُنَا، وَمَشَائخُ مَشَائخِنَا، وَكَافَّةُ المُحَقِّقِينَ مِنْ أَئِمَّةِ الدَّعْوَةِ النَّجْدِيَّةِ، مِنْ لَدُنْ وُجُودِهِ بَعْدَ الأَلفِ بِعَشرَةِ أَعْوَامٍ أَوْ نَحوهَا حَتَّى يَوْمِنَا هَذَا، إِلَى أَنْ قَالَ: وَتَحْرِيمُهُ بِالنَّقْلِ الصَّحِيحِ وَالعَقْلِ الصَّرِيحِ، وَكَلاَمُ الأَطِبَّاءِ المُعْتَبَرِينَ. ثُمَّ ذَكَرَ الأَدِلَّةَ مِنَ النَّقْلِ عَلَى تَحْرِيمِهِ. وَذَكَرَ مَنْ حَرَّمَهُ مِنْ عُلَمَاءِ المَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ، ثُمَّ قَالَ: وَأَمَّا العَقْلُ الصَّرِيحُ فَلِمَا عُلِمَ بِالتَّوَاتُرِ وَالتَّجْرِبَةِ وَالمُشَاهَدَةِ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى شَارِبِهِ غَالِبًا مِنَ الضَّرَرِ فِي صِحَّتِهِ وَسَمْعِهِ وَعَقْلِهِ، وَقَدْ شُوهِدَ مَوْتٌ وَغُشي وَأَمْرَاضٌ عَسِرَةٌ كَالسُّعَالِ المُؤَدِّي إِلَى مَرَضِ السُّلِّ الرِّئَوِيِّ وَمَرَضِ القَلبِ وَالمَوْتِ بِالسَّكْتَةِ القَلبِيَّةِ وَتَقَلُّصِ الأَوْعِيَةِ الدَّمَوِيَّةِ بِالأَطْرَافِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَحْصُلُ بِهِ القَطْعُ العَقْلِيُّ أَنَّ تَعَاطِيه حَرَامٌ...، إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَمَّا كَلاَمُ الأَطِبَّاءِ فَإِنَّ الحُكَمَاءَ الأَقْدَمِينَ مُجْمِعُونَ عَلَى التَّحْذِيرِ مِنْ ثَلاَثَةِ أَشْيَاءَ، وَمُتَّفِقُونَ عَلَى ضَرَرِهَا، أَحَدُهَا: التتنُ، الثَّانِي: الغُبَارُ، الثَّالِثُ: الدُّخانُ وَكُتُبُهُمْ طَافِحَةٌ بِذَلِكَ». ا هـ بِاخْتِصَارٍ.


الشرح