×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 الآثامِ، فكلَّما كَثُرت كلَّما اشتدَّ العذابُ وطالَ. وأنتَ تعرف أنَّ المصوِّرين بالآلةِ المصوَّرة، ينقلون عشرات الآلاف من الصُّورِ في مرَّةٍ واحدةٍ من توجيههم تلك الآلة، كالَّذين يتعرَّضون لأخذِ المجامعِ العظيمةِ كمجامِعِ الأعيادِ ومجامع المشيِّعين لجنازَات الوُجهاءِ من النَّاس خُصوصًا إذا كانوا ممتازين. فهؤلاء وأمثالهم من المصوِّرين لا يعلمُ إلاَّ ربُّنا ما يستحقُّونه من عذابٍ؛ لكثرةِ ما يصوِّرُونه من صُورٍ». ا هـ.

وهو كمَا ترى من وُضُوحِه في الرَّدِّ على المؤلِّف وأمثالِه ممكنٌ يُبِيحُ التَّصوير الفوتوغرافيَّ، ويُخْرِجُه من عموماتِ الأدلَّة بلا دليلٍ.

وقال الشَّيخُ محمَّد بن إبراهيم مفتي الدِّيار السُّعوديَّة رحمه الله في رسالةٍ له: «ومن أعظمِ المنكراتِ تصويرُ ذواتِ الأرواحِ واتِّخاذها واستعمَالِها ولا فرقَ بين المجسَّدة وما في الأوراقِ ممَّا أُخِذَ بالآلةِ». ا هـ.

والمستفادُ من مجموعِ الأحاديثِ شدَّة وعيد المصوِّرين بالنَّارِ وباللَّعْنِ وأنَّهم من أظلمِ الظَّالمين. وإنَّ التَّصويرَ حرامٌ بجميعِ أنواعِه وعلى أيِّ وَجْهٍ كانَ للإتيانِ بصيغِ العمومِ مثل قوله: «كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ» ([1])، وقوله: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ» ([2])، وقوله: «إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ» ([3])، فأتى بلفظِ «كلِّ» و «مَن» و «الَّذين» وكلُّها من صيغِ العمومِ؛ فأينَ يذهبُ من أباحَ شيئًا من أنواعِ التَّصويرِ وقسَّمَه إِلَى محرَّمٍ ومكروهٍ ومباحٍ؟ واللَّه المستعان.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2110).

([2])أخرجه: البخاري رقم (5963)، ومسلم رقم (2110).

([3])أخرجه: البخاري رقم (5951)، ومسلم رقم (2108).