وقد ترجمَ عليه
البخاريُّ في «صحيحه»: «بابُ الحرابِ والدرقِ يومَ العيدِ».
قال الحافظُ ابن
حجرٍ في «فتح الباري» (2/ 304): «واستُدِلَّ به على جوازِ اللَّعبِ بالسِّلاحِ عن
طريقِ التَّواثُب للتَّدريب على الحربِ والتَّنشيطِ عليه، واستنبطَ منه جوازَ
المثاقفة لِمَا فيها من تمرينِ الأيدي على آلاتِ الحربِ». ا هـ.
هذا ما فهِمَهُ
هؤلاءِ الأئمَّة الأجلاَّء من حديثِ لعب الحبشة وهو الَّذي يدلُّ عليه الحديث، لا
ما فهمه الغزالي والمؤلِّف، واللَّه أعلم.
2- وأمَّا حديثُ غناءِ الجاريتين فلا دلالةَ فيه أيضًا على إباحةِ الغناءِ؛ لأنَّه يدلُّ على وقوعِ إنشادِ شيءٍ من الشِّعرِ العربيِّ في وصفِ الحربِ من جاريتين صغيرتين في يومِ عيدٍ، قال العلاَّمَةُ ابن القيِّم في «مدارج السَّالكين»: (1/ 493): «وأعجب من هذا استدلاَلُكُم على إباحةِ السَّماعِ المركَّبِ ممَّا ذكرنا من الهيئةِ الاجتماعيَّة بغناءِ بنتين صغِيرَتينِ دُون البلوغِ عندَ امرأةٍ صبيَّةٍ في يومِ عيدٍ وفرحٍ، بأبياتٍ من أبياتِ العربِ في وصفِ الشَّجاعةِ والحُروبِ ومَكَارمِ الأخلاقِ والشِّيم؛ فأين هذا من هذا؟ والعجبُ أنَّ هذا الحديثَ من أكبرِ الحجَجِ عليهم فإنَّ الصَّدِّيقَ الأكبرَ رضي الله عنه سمَّى ذلك مزمورًا من مَزامير الشَّيطانِ، وأقرَّه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على هذه التَّسميةِ، ورخَّص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدةً في إنشادهما ولا استماعهما، أفيَدُلُّ هذا على إباحةِ ما تعملونه و تعلمونه من السَّماعِ المُشتملِ على ما لا يخفى؟ فسبحانَ اللَّه! كيف ضلَّت العقولُ والأفهامُ؟» ا هـ.