إنَّهُ يَجبُ عَلَى المَسْؤُولين عن التَّعليم فِي بلاَد المُسْلِمِين
عُمُومًا وفي بلاَدنا «بلاَد الحَرَمين ومَنْبع العِلْمِ والإِسْلاَم» خُصُوصًا
ألاَّ يَنْخدعُوا بهَذِهِ المَقَالات الحاقدة، وأنْ يَسيرُوا عَلَى ما سار عَلَيْه
سَلفهُم الصَّالح فِي مَدَارسهم، فلن يصلُحَ آخر هَذِهِ الأُمَّة إلاَّ ما أصلحَ
أوَّلها، وَلْيَعْلم الجميعُ أنَّ هَذَا الدِّينَ دينُ الرَّحمة للبشريَّة، وَدين
العَدْل والإنْصَاف حتَّى مع أعدائِهِ، وليسَ دين الإرْهَاب، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ
قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُواْۘ
وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 2]، فَهُو رحمةٌ لمَنْ آمنَ به، أَوْ
دخل تحتَ عَهْده وأمانِهِ من الكُفَّار، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ﴾ [النَّحل: 91].
وقَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ
رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» ([1]).
وقَالَ تَعَالَى: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي
ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ
إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [المُمتحنة: 8].
وإِذَا قُدِّر أنَّ بعضَ المُنْتسبين إِلَى الإِسْلاَم ممَّن لم يَفْهمُوا
حقيقتَهُ، ولم يتفقَّهُوا فيه، يَحْصُلُ منهُم اعتداءٌ عَلَى الآخَرين، فإنَّ
عَملَهُم هَذَا لَيْسَ من الإِسْلاَم، وليسُوا حُجَّةً عَلَى المُسْلِمِين؛ لأنَّ
ديننَا دينُ الإيمان والأَمْن لمَنْ تمسَّك به، قَالَ تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم
مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82].
وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ﴾ [النُّور: 55].
([1])أخرجه: البخاري رقم (3166).