×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 وكَمَا يَجْأرُ خَطيبكُم يَوْم الحجِّ الأكْبَر من مَسْجد الخيف بمِنًى صَبَاح عيدِ الحُجَّاج وَكافَّة المُسْلِمِين، وكَذَلك يرُوعُ نَظيرهُ فِي المَسْجد الحَرام يَوْم عيد الفِطْرِ بهَذِهِ التَّهجُّمات وَالافْتِرَاءات عَلَى أَهْل مكَّة والمُعْتَمرين، فَانْتَهوا هَداكُم اللَّهُ. انْتهَى.

وَكأنَّ الرِّفَاعيَّ بهَذَا لا يَرَى أنَّ عبادةَ القُبُور ودُعَاء الأمْوَات وغَيْرهما من أنْوَاع الشِّرْك الَّذي يصدُرُ مِنْ كَثيرٍ ممَّن يصُومُون ويصلُّون ويُزكُّون ويحُجُّون، لاَ يراهُ كُفْرًا، ولاَ شِرْكًا، ولاَ يَرَى أنَّ ذَلِكَ يُبْطلُ الصَّلاةَ والزَّكاةَ والصِّيامَ والحجَّ وَسَائر الأَعْمَال، وإِذَا حذَّر المُسْلِمِين من الوُقُوع فِي الشِّرْك والبِدَعِ خَطيب المَسْجد الحَرَام أَوْ غَيْره من الخُطَباء؛ نَصيحَة لهُمْ، فإنَّ الرِّفاعيَّ يَراهُ تَكْفيرًا لهُم، واتِّهامًا لهُمْ بالشِّرْك، فَمَا هَذَا الفَهْم المَنكُوس، والعَقْل المَطْمُوس؟!

وَقَالَ أيضًا: لقَدْ كَفَّرتُم الصُّوفيَّةَ، ثُمَّ الأشاعرةَ، وأَنْكَرتُم واسْتَنْكرتُم تقليدَ واتِّباع المَذَاهب الأَرْبعة: أَبِي حَنيفَةَ وَمَالك وَالشَّافعي وأَحْمَد بْن حَنْبل.

وَنقُولُ لهَذَا المُفْتري: بأيِّ كِتَابٍ كَفَّرنا هَؤُلاَء، وَبأيِّ كِتَابٍ أَنْكَرنا اتِّباع المَذَاهب الأَرْبَعة، لَكنَّ الأمر كَمَا قيلَ:

لِي حيلَة فيمَنْ يَنمُّ *** وليسَ لي فِي الكَذَّاب حِيلةُ

مَنْ كَانَ يخلُقُ ما يقُولُ *** فحِيلَتي فيه قَليلَةُ

ثُمَّ زادَ فِي الكَذب والافْتِرَاءِ، فَقَالَ: تَمْنعُون دَفْنَ المُسْلم الَّذي يمُوتُ خارجَ المَدينة المُنوَّرة وَمكَّة المُكرَّمة منَ الدَّفن فِيهِما.

وقَالَ أيضًا: تَمْنعُون النِّساءَ من الوُصُول إِلَى الوَاجهة الشَّريفة أمَام قَبْر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، والسَّلام عَلَيْه أُسْوةً بالرِّجال، وَلَو اسْتَطعتُم لمَنَعتُم النِّساءَ من الطَّواف مع مَحَارمهنَّ بالبَيْت الحَرَام.


الشرح