فَالجَوَابُ عنهُ:
أَوَّلاً: أنَّ اسمَ المَدينَة جَاءَ
فِي الكتَاب والسُّنَّة مُجرَّدًا من أَيِّ وَصْفٍ، لا بالمُنوَّرة ولا
بالنَّبويَّة، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿مَا كَانَ لِأَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ وَمَنۡ حَوۡلَهُم﴾ [التَّوبة: 120]، وقَالَ
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ» ([1]).
وثانيًا: أَنَّ وَصْفها بالنَّبويَّة
أشرفُ وأَوْلَى من وَصْفها بالمُنوَّرة؛ لأنَّ ذَلِكَ نسبةٌ إِلَى النَّبيِّ صلى
الله عليه وسلم، ولأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم هَاجَر إلَيْها، وَسَكن
فيها، ولهَذَا كَانَ العُلَماءُ يُسمُّونها دارَ الهِجْرَة، ومَدينَة الرَّسُول،
وَسمَّاها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم طَيْبة وَطَابة كَمَا هُو معرُوفٌ فِي
كُتُب السُّنَّة، ولَيْس فيهَا تَسْميتُها بالمَدينَة المُنوَّرة، والأمرُ فِي
هَذَا سهلٌ وَواسعٌ لا مَجالَ فيه للنَّقد إلاَّ عندَ صَاحب الهَوَى.
5- يَعيبُ الرِّفاعيُّ عَلَى حُكَّام المَمْلكة قَتْلَ المُفْسدين فِي الأَرْض بتَرْويج المُخدِّرات، وهُمْ إنَّما قَتلُوهُم عَملاً بقَوْله تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ﴾ [المائدة: 33]، حيثُ قَالَ الرِّفاعيُّ فِي نصيحتِهِ: «وَطوَّعتُمُوها «يَعْني: الآيَة المَذْكُورة» لضَرْب أعْنَاق الأغْرَار من الغُرَباء والمُسْتضعَفين ولَوْ بقِطْعَة حَشِيشٍ أوْ قَاتٍ... كأنَّكُم تَنَاسيتُم ما جَاءَ عن عَائشةَ رضي الله عنها قالَتْ: قَالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إلاَّ فِي الْحُدُودَ» ([2])... إِلَى أن قَالَ: وَنَسيتُم قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ [المائدة: 32] ». انْتهَى كَلامُهُ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1875)، ومسلم رقم (1388).