×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

فَانْظُرْ كيفَ يستدلُّ بمَا هُوَ مُخَالفٌ لمَا يقُولُ؛ لأنَّ اللَّه سُبْحانهُ قَالَ: ﴿أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ [المائدة: 32]، ومَنْ أعْظَم فسادًا ممَّن يُروِّجُ المُخدِّرات؟! ولَمْ يُقْتل فِي المَمْلكة مَنْ عنده حبَّة حشيشٍ أو قَاتٍ - كَمَا قَالَ الرِّفاعيُّ كذبًا وبُهتانًا - وإنَّما يُقْتل المُهرِّبُ للمُخدِّرات أَوْ مَنْ تَكرَّر منهُ تَرْويجها؛ حِمَايةً للمُجْتمع المُسْلم من الفَسَاد والإفْسَاد، وَعَملاً بالآيات القُرآنيَّة والأَحَاديث النَّبويَّة.

كَمَا يَسْتنكرُ الرِّفاعيُّ إقامَةَ الحدِّ عَلَى السَّحَرة بقَتْلهم، مَعَ أنَّهُم إنَّما قُتِلُوا لكُفْرهم وإفْسَادهم، ولتَطْهير الأَرْض من شَرِّهم؛ عَملاً بقَوْل النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ» ([1])، وَعَملاً بكتَابَة عُمَر بْن الخطَّاب رضي الله عنه إِلَى عُمَّاله: «أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ»، قال الرَّاوي: فَقَتَلْنَا ثَلاَثَ سَوَاحِرَ ([2]).

وَكَذَلك ابنتُهُ حَفْصة أمُّ المُؤْمنين رضي الله عنها، حيثُ أَمَرتْ بقَتْل جَاريةٍ لهَا سَحَرتْهَا ([3])، وكَذَلك جُنْدب الصَّحابيُّ قَتلَ السَّاحر الَّذي وَجَدهُ يدجلُ على النَّاس بأنَّهُ يقتُلُ الشَّخصَ ثُمَّ يُحييه، فَقَتلَه جُنْدبٌ رضي الله عنه، وقَالَ: إنْ كَانَ صَادقًا، فَلْيُحيي نَفْسه.

قَالَ الإمَامُ أَحْمد رحمه الله: «صَحَّ قَتْلُ السَّاحر عَن ثلاَثةٍ من أصْحَاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم »، يَعْني: عُمَر وابْنَتهُ حَفْصة، وجُنْدب، فكَيْف يتأسَّفُ الرِّفاعيُّ عَلَى قَتْل هَؤُلاَء المُفْسدين المُجْرمين الَّذين يُدمِّرُون الشُّعُوبَ،


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (1460)، والدارقطني رقم (3204)، والحاكم رقم (8073).

([2])أخرجه: ابن أبي شيبة رقم (28982)، والبيهقي رقم (16498).

([3])أخرجه: عبد الرزاق رقم (18747)، وابن أبي شيبة رقم (27912)، والطبراني في الكبير رقم (303).