إجراميٌّ، والإِسْلاَمُ بريءٌ منهُ، وهَكَذا
كُلُّ مُسْلمٍ يُؤمنُ باللَّه واليَوْم الآخِرِ بَريءٌ منهُ، وإنَّما هُوَ
تَصرُّفٌ من صَاحب فِكْرٍ مُنْحرفٍ، وَعقيدةٍ ضَالَّةٍ، فَهُو يَحْملُ إثمَهُ
وجُرمَهُ، فلاَ يُحْتَسبُ عَملُهُ عَلَى الإِسْلاَم، ولا عَلَى المُسْلِمِين
المُهْتدين بهَدْي الإِسْلاَم، المُعْتصمينَ بالكتَاب والسُّنَّة، المُسْتَمْسكين
بحَبْل اللَّه المَتين، وَإنَّما هُوَ مَحْضُ إفْسَادٍ وإجْرَامٍ تَأْباهُ
الشَّريعةُ والفِطْرَةُ، ولهَذَا جَاءَت نُصُوصُ الشَّريعة قَاطعةً بتَحْريمه،
مُحذِّرةً من مُصَاحبة أهلِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا
وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ ٢٠٤ وَإِذَا
تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ
وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ ٢٠٥ وَإِذَا
قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ
جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ﴾ [البقرة: 204- 206].
وَالوَاجبُ عَلَى جَميع المُسْلِمِين فِي كُلِّ مَكَانٍ التَّواصي بالحقِّ،
والتَّناصُح والتَّعاوُن عَلَى البِرِّ والتَّقْوى، والأَمْر بالمَعْرُوف،
والنَّهي عَن المُنْكر بالحِكْمَةِ والمَوْعظة الحَسَنة، والجدَال بالَّتي هي
أحْسَنُ كَمَا قَالَ اللَّه سبحانه وتعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ
عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ
ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].
وَقَالَ سُبْحانهُ: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ
ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ
أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ﴾ [التَّوبة: 71].
وقَالَ عز وجل: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ
١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ
بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾ [العصر: 1- 3].
وقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»
قِيلَ: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: