«لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ،
وَعَامَّتِهِمْ» ([1]).
وَقَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ،
وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ
سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» ([2]). وَالآياتُ وَالأحاديثُ فِي هَذَا المَعْنى كثيرةٌ.
ونَسْألُ اللَّهَ سُبْحانهُ بأسمائِهِ الحُسْنى وصفاتِهِ العُلَى أن يكُفَّ
البأسَ عَنْ جَميع المُسْلِمِين، وأنْ يُوفِّق جَميعَ وُلاَة أُمُور المُسْلِمِين
إِلَى ما فِيهِ صَلاحُ العبَاد والبلاَد، وقَمْع الفَسَاد والمُفْسدين، وأنْ
يَنْصُرَ بهم دينَهُ، ويُعْلي بِهِم كَلمتَهُ، وأنْ يُصْلح أحْوَال المُسْلِمِين
جميعًا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وأن يَنْصُر بهم الحقَّ، إنَّهُ وليُّ ذَلِكَ والقادرُ
عَلَيْه، وَصلَّى اللَّهُ وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ. انْتهَى.
وأنَا أُبيِّنُ أهمَّ ما عَابهُ الرِّفاعيُّ عَلَى عُلَماء نَجْد مع
الرَّدِّ عَلَيْه؛ لأنَّهُ الرَّدُّ عَلَى
البَاطل، وَبَيان الحقِّ جاءَ به الكتَابُ والسُّنَّةُ، وأَوْجَبه اللَّه عَلَى
عُلَماء الأُمَّة، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ
لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ [آل عمران: 187]، فأقُولُ:
1- عَابَ عَلَى عُلَماء نَجْد: اسْتدلاَلَهُم عَلَى إنْكَار البدَع عَملاً بقَوْل النَّبيِّ صلى الله
عليه وسلم: «كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3]).
وأقُولُ: مَاذَا عَلَيْهم إِذَا استدلُّوا بقَوْل نبيِّهم صلى الله عليه وسلم، وأَنْكَرُوا البدعَ والضَّلاَلات نَصيحةً للأُمَّة، ومُحَافظة عَلَى الدِّين؟ وَالنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([4])، فَالبدَعُ تُضلُّ الأُمَّةَ،
([1])أخرجه: مسلم رقم (55).