×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

وقولُهُ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، ألا فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ! فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1])، وَذَلك لأنَّ هَذَا من وَسَائل الشِّرْك، فهُمْ مَنعُوهُ عملاً بسُنَّة نبيِّهم صلى الله عليه وسلم ولَوْ كَره المُشْركُون والمُبْتدعة والمُخرِّفُون، فعُلَماءُ نَجْد وغَيْرهم يتَّبعُون هَدْي الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فِي القُبُور، ويُخَالفُون المُبْتدعة والمُشْركين.

6- وَممَّا عَابهُ عَلَيْهم: مَنْع كتَاب «دلاَئل الخَيْرات» وأمثالِهِ من الكُتُب الضَّالَّة من دُخُول المَمْلكة؛ لمَا فيه من الشِّركيَّات والغُلُوِّ فِي حقِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَأقُولُ: هَذَا هُوَ الوَاجبُ، وذَلكَ لحمَايَة عَقيدَة المُسْلِمِين منَ الغُلُوِّ الَّذي حَذَّر منهُ صلى الله عليه وسلم، وقَدْ عَلَّمنا صلى الله عليه وسلم كيفَ نُصلِّي عَلَيْه، فقَالَ: «قُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ...» إِلَى آخِرِ الحَديث ([2])، فلَسْنا بحَاجةٍ إِلَى صَلاةٍ مُبْتدعةٍ فِي كتَاب «دَلاَئل الخَيْرات» أوْ غَيْره، وإنَّما نُصلِّي عَلَيْه كَمَا أَمَرنا وعَلَّمنا صَلواتُ اللَّه وسلامُهُ عَلَيْه، وفي ذَلِكَ الخَيْر والاتِّباع وما عَدَاهُ فهُو الشِّرْكُ والابْتدَاعُ.

7- وَممَّا عابَهُ عَلَيْهم: مَنْع الاحْتفَال بمُنَاسبة مَوْلد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وأقُولُ: مَنْعهم لهَذَا الاحْتفَال؛ لأنَّهُ بدعةٌ، لَمْ يَفْعلهُ صلى الله عليه وسلم، ولاَ أحدٌ من أَصْحَابه والتَّابعين لَهُم بإحْسَانٍ، وقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْديِّين مِنْ بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (532).

([2])أخرجه: البخاري رقم (3370)، ومسلم رقم (406).