ويكُونُ ذَلِكَ مُخصِّصًا لقَوْله تَعَالَى: ﴿وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ
إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ [النَّجم: 39]، ومَا لَمْ يقُم عَلَى وُصُولِهِ دليلٌ، فإنَّهُ يدخُلُ
فيما نَفَتهُ الآيةُ الكَريمةُ، ومِنْ ذَلِكَ القراءةُ.
وَأمَّا ما نَقَلهُ الكَاتبُ من تَوسُّع الإمَام ابْن القَيِّم رحمه الله
فِي وُصُول جَميع الأعْمَال إِلَى الميِّت، ففِيهِ نَظرٌ ظاهرٌ، إذ الأَصْلُ عَدَم
انْتفَاع الميِّت إلاَّ بعملِهِ، كَمَا فِي الآيَة الكَريمَة ﴿وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ
إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ [النَّجم: 39]، ويخصُّ من عُمُومها ما دلَّ الدَّليلُ عَلَى أنَّ الميِّت
ينتفعُ به من عَمَل الحيِّ، كالصَّدقة، والدُّعاء، والعِتْقِ، وصيَام الفَرْض،
وَالحجِّ والعُمْرة، ويَبْقى ما عَدَاهُ عَلَى النَّفي، ولاَ عِبْرة بمَنْ خَالَف
فِي ذَلِكَ، فالصَّوابُ يكُونُ مَعَ مَنْ مَعهُ الدَّليلُ.
سادسًا:
ثُمَّ قَالَ كاتبُ النُّبذة:
الفَصْلُ السَّادسُ: معرفةُ الأموات بزُوَّارهم
يَوْم الجُمُعة.
ولَمْ يَجد ما يستدلُّ به إلاَّ رُؤْيا ذَكَرها الإمامُ ابنُ القيِّم،
وَقصَّة عَنْ مُحمَّد بْن واسعٍ، ومعلُومٌ أنَّ الأحْلاَمَ والقَصَص لا يُسْتدلُّ
بها عَلَى إثْبَات الأحْكَام الشَّرعيَّة والمُغيَّبات، وإنَّما يستدلُّ عَلَى
ذَلِكَ بالأدلَّة الصَّحيحَة من الكتَاب والسُّنَّة.
ثُمَّ خَتمَ الكاتبُ كُتيِّبهُ بخُلاَصة الفَوَائد الَّتي اسْتَنْتجها
ممَّا كتبَ، فقَالَ:
1- إنَّ الميِّت لا يَنْقطعُ عن عَالَم الأحْيَاء بموتِهِ، بَلْ هُوَ يعرفُ
مَنْ يُغسِّلهُ ويَحْملُهُ ويُدْليه فِي قَبْره، ويَسْمعُ أقوالَهُم، كَمَا أنَّهُ
يَرَاهُم.
ونقُولُ لهُ: هاتِ الدَّليلَ عَلَى ما
ذكرتَ من كتَاب اللَّه أَوْ سُنَّة رسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى: ﴿قُلۡ
هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ