×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

ونقُولُ: سَبَق الجوابُ عن هَذَا.

وقَوْلُك: قَدْ عَملَهُ عَددٌ من الصَّحابَة!

نَقُولُ لَكَ: والمُخَالفُون لَهُمْ من الصَّحابة أكْثَر، وَعَمَل الصَّحابيِّ لا يُحْتجُّ به إِذَا خَالَفهُ غيرُهُ منَ الصَّحابَة، فكَيْف والمُخَالفُون هُمْ أكْثَرُ الصَّحابة؟

وقَوْلكَ عَنْ حَديث التَّلقين: قَد اختلفَ فِي صحَّته.

نَقُولُ: لَيْسَ فِي كَلاَم الشَّيخين اللَّذين نقلتُ كَلاَمهُما «ابْن تَيْمية وابْن القيِّم» ذِكْر للاخْتلاَف فِي صحَّته، وإنَّما قُلْت: قَالَ الشَّيخُ تَقيُّ الدِّين: لا يُحْكمُ بصحَّته. وقَالَ ابنُ القيِّم: ويُرْوى فيه حَديثٌ ضعيفٌ. وَسَبقت الإجابةُ عن قَوْل ابن القيِّم: «عَلَيْه عَملُ النَّاس»، وأنَّ الأمرَ لَيْسَ كَذَلك، وإنَّما عَلَيْه عَملُ بَعْض النَّاس، ولَيْس ذَلِكَ بحُجَّةٍ.

5- قَالَ: إنَّ إهْدَاءَ الأمْوَات ثَوَاب الأعْمَال الصَّالحة من قرَاءة القُرْآن وذِكْر وَصَدقةٍ وَصيامٍ ونَحْوها وانْتفَاع الميِّت بذَلِكَ، قَدْ أجْمَع عَلَيْه هَؤُلاَء العُلَماء الثَّلاثة فِي حُصُوله ووُصُوله، وأنَّهُ لَيْسَ للمُنْكر عَلَى ذَلِكَ دَليلٌ يَسْتطيعُ أنْ يحتجَّ به.

نَقُولُ: تَقدَّمت الإجَابةُ عن ذَلِكَ، وأنَّهُ لا يَصلُ إِلَى الميِّت من ثَوَاب عَمَل الحيِّ إلاَّ ما صَحَّ به الدَّليلُ من الصَّدقة، وَالدُّعاء، والحجِّ والعُمْرة، وصيَام الفَرْض عنهُ، ومَا عَدا ذَلِكَ فلاَ يَصلُ إلَيْه شيءٌ، بدَليل قَوْله تَعَالَى: ﴿وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ [النَّجم: 39]، وقَوْل النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آَدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1631).