جَسدٌ وَاحدٌ، وبُنيانٌ وَاحدٌ لا افْتِرَاقَ
فيه، ولاَ انْقسَام، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]، وقَالَ: ﴿وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 46]، وقَالَ: ﴿وَلَا تَكُونُواْ
كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ
ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾ [آل عمران: 105].
لا بُدَّ أن تَجْتمعَ الأُمَّةُ عَلَى قيَادَتها السِّياسيَّة، وَقيَادتها
العِلْميَّة، قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ
ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النِّساء: 59].
وقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ» ([1])، والخُرُوجُ عَلَى الأُمَّة يَشملُ الخُرُوجَ عَلَى القيَادَة السِّياسيَّة، والخُرُوج عَلَى القيَادة العِلْميَّة، والخَوَارجُ مَعْرُوفٌ حُكْمهُم فِي الإِسْلاَم، فَيَجبُ عَلَى شَبَاب الأُمَّة التَّنبُّه لمَا يُحَاكُ لهُمْ من التَّضليل لفَصْلهم عن أُمَّتهم وَقَادتهم وعُلَمائهم، وأنْ يكُون المَرْجع لهُمْ كتَاب اللَّه، وسُنَّة رسُولِهِ، وكُتُب عُلَماء السُّنَّة المَعْرُوفين بعِلْمِهم ودِينِهِم، وألاَّ يَعْتمدُوا عَلَى الكُتُب الفكريَّة الثَّوريَّة الحَمَاسيَّة الخَاليَة من العِلْمِ النَّافع، والفِقْهِ الصَّحيح المُسْتمد من كِتَابِ اللَّه، وسُنَّة رسُولِهِ، وأَنْ يَتفقَّهُوا عَلَى العُلَماء فِي المَسَاجد والمَدَارس والجَامعَات الإِسْلاَميَّة، ويَحْذرُوا من الانْعزَال إِلَى الأَمْكنَة المَشْبُوهة وإلَى أصْحَاب الفِكْرِ المُنْحرف المبنيِّ عَلَى الجَهْل والتَّطرُّف.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).