×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 المصلحين - إنَّها دعواتٌ إرهابيَّةٌ؟! هل هَذَا إلاَّ من قلبِ الحقائقِ والتَّلبيسِ على النَّاسِ؟! إنَّ الوحشيَّةَ والإرهابَ في الحقيقةِ هما عمل الكفَّارِ مع المُسْلِمِينَ إذا تمكَّنوا منهم كمَا هو الواقِعُ اليوم.

والولاءُ والبراءُ في الإسلامِ ليس معناهما الإرهاب والتَّعدِّي على أصحاب الدِّيانات السَّماويَّة، وإنَّما معناهما معاداة أعداءِ اللَّهِ كمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ [الممتحنة: 1]، وليحصل التَّمايزُ بين المسلمِ والكافرِ، حتَّى يحتفظ المسلمُ بإسلامِهِ وعقيدتِهِ ويعتزُّ بدينِه كمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 139]، وقَالَ تَعَالَى: ﴿لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ [الحشر: 20]. وقَالَ تَعَالَى: ﴿قُل لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِيثِۚ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [المائدة: 100]. وقَالَ تَعَالَى: ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥ مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ [القلم: 35، 36]، وقَالَ تَعَالَى:﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ [ص: 28] ؛ فالمُسلمُ يعتزُّ بإسلامِهِ ولا تذوبُ شخصيَّته في غير المُسْلِمِينَ بل يقولُ: ﴿لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ [الكافرون: 6]، ويقولُ: ﴿أَنتُم بَرِيٓ‍ُٔونَ مِمَّآ أَعۡمَلُ وَأَنَا۠ بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ [يونس: 41]، ولذا قد نُهِيَ المُسلِم أن يتشبَّه بغير المُسْلِمِينَ، قال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1]). لأنَّ التَّشبُّهَ بهم في الظَّاهرِ يدلُّ على محبَّتهم في الباطن.

وليس المقصودُ بالولاءِ والبراءِ الإرهاب أو الاعتداء على النَّاسِ بغيرِ حقٍّ؛ فالمُسْلمُ يدعو النَّاس إِلَى الإسلامِ بحالِه قبل أن يدعُوهم بمقالِهِ،


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114).