×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ» ([1]). وعمارَةُ الأرضِ تكُونُ بالطَّاعةِ كمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا [الأعراف: 56].

وقال الأستاذُ أبو السَّمحِ: «فالدِّينُ للَّهِ سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرۡجِعُهُمۡ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأنعام: 108] ».

ونقول: هَذَا الكلامُ ظَاهِرُه أنَّ كلَّ الأدْيَانِ للَّهِ حتَّى دين الكُفرِ والشِّرك وهذا باطلٌ، فاللَّهُ سُبْحَانَهُ إنَّما له الدِّينُ الخالِصُ من الشِّركِ، كمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ [الزمر: 3] وقَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ [آل عمران: 19]، وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [آل عمران: 85] وجميعُ الجنِّ والإنسِ مَأْمُورُونَ باتِّباعِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بعد بَعثَتِه. قَالَ تَعَالَى:﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 31، 32]، وقَالَ تَعَالَى لمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا [الأعراف: 158] وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يَسمَعُ بي يَهُودِيٌّ ولا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ لا يُؤْمِنُ بالَّذي بُعِثْتُ به إلاَّ دَخَلَ النَّار». وأخذَ اللَّهُ الميثاقَ على الأنبياءِ جميعًا أنَّ من وُجِدَ منهم بعدَ بعثَةِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ليتَّبِعه. قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ [آل عمران: 81]. وأمَّا ما أشارَ إليه أبو السَّمحِ من أنَّ مَناهِجُنَا الدِّراسيَّة تتضمَّنُ فِكْرَ التَّكفيرِ. فنحنُ نُطَالِبُه أنْ يبيِّنَ في أيِّ مَنهجٍ من منَاهِجِنَا الدِّراسيَّة فِكْرُ التَّكفيرِ ونتحدَّاهُ في ذلكَ. فمناهِجُنا وللَّهِ الحمدُ فيها أنَّ الكبَائِرَ الَّتي


الشرح

([1])أخرجه: البيهقي في الشعب رقم (1370).