أو بعضه، والتي تفعل ذلك ملعونة على لسان رسول
الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لَعَنَ اللهُ النَّامِصَةَ
وَالْمُتَنَمِّصَةَ» ([1]) كما لَعَنَ الْوَاصِلَةَ،
وَالْمُسْتَوْصِلَةَ.
وقوله: «فَسَمَّاهُ
الزُّورَ» يعني: أنَّ هذا كله تزوير؛ لأنه تغيير للحقائق، فالمرأة تظهر بغير
حقيقتها، وتتشبّع بما لم تُعط، فتكون كلابس ثوبي زور كما في الحديث. وقول معاوية
رضي الله عنه: «مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُهُ إلاَّ
الْيَهُودَ...» ([2]) معناه: أنَّ معاوية
رضي الله عنه استغرب أن يكون هذا في المسلمين، وفي مدينة الرَّسول صلى
الله عليه وسلم، لكن الناس مغرمون بالتقليد والتشبُّه.
والحاصل: أنَّ
التشبُّه بالكفار محرَّم لعلل كثيرة، منها:
النَّاحية الأولى: أنه سدٌّ للذريعة
لما يفضي إليه التشبُّه بهم من المفاسد والمحاذير.
النَّاحية الثانية: أنَّ هذا يورث
المحبَّة لهم؛ لأنَّ التشبُّه بهم في الظاهر يدلُّ على محبَّتهم في الباطن.
النَّاحية الثالثة:
أنَّ هذا يدلُّ على التعظيم لهم؛ لأنَّ الأقل يتشبه بمن هو فوقه، والضعيف يتشبّه
بالقوي.
وقوله: «فما كان من زيّ اليهود الذي لم يكن عليه المسلمون إما أن يكون ممّا يعذبون عليه...» سبق أنَّ الشيخ رحمه الله تعرّض للحديث عن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد