×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 أو بعضه، والتي تفعل ذلك ملعونة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لَعَنَ اللهُ النَّامِصَةَ وَالْمُتَنَمِّصَةَ» ([1]) كما لَعَنَ الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ.

وقوله: «فَسَمَّاهُ الزُّورَ» يعني: أنَّ هذا كله تزوير؛ لأنه تغيير للحقائق، فالمرأة تظهر بغير حقيقتها، وتتشبّع بما لم تُعط، فتكون كلابس ثوبي زور كما في الحديث. وقول معاوية رضي الله عنه: «مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُهُ إلاَّ الْيَهُودَ...» ([2]) معناه: أنَّ معاوية رضي الله عنه استغرب أن يكون هذا في المسلمين، وفي مدينة الرَّسول صلى الله عليه وسلم، لكن الناس مغرمون بالتقليد والتشبُّه.

والحاصل: أنَّ التشبُّه بالكفار محرَّم لعلل كثيرة، منها:

النَّاحية الأولى: أنه سدٌّ للذريعة لما يفضي إليه التشبُّه بهم من المفاسد والمحاذير.

النَّاحية الثانية: أنَّ هذا يورث المحبَّة لهم؛ لأنَّ التشبُّه بهم في الظاهر يدلُّ على محبَّتهم في الباطن.

النَّاحية الثالثة: أنَّ هذا يدلُّ على التعظيم لهم؛ لأنَّ الأقل يتشبه بمن هو فوقه، والضعيف يتشبّه بالقوي.

وقوله: «فما كان من زيّ اليهود الذي لم يكن عليه المسلمون إما أن يكون ممّا يعذبون عليه...» سبق أنَّ الشيخ رحمه الله تعرّض للحديث عن


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4886) ومسلم رقم (2125).

([2])أخرجه: مسلم رقم (2127).