عالمٌ لا يعملُ بعلْمِه، قال الناظم:
وعالِمٌ بعلْمِهِ لم يَعْملن *** مُعذَّبٌ مِن قَبْل
عُبَّادِ الوَثَن
وقوله: «فحذَّر أبو
موسى القُرَّاء عن أن يطولَ عليهمُ الأمَدُ فتقسو قلوبُهم» يعني: كلما تأخر
الزمان فإنه يفشو الجهل، ويفشو الإعراض والانشغال بالدنيا، فالواجـب على المسلم أن
يكون دائمًا مرتبطًا بكتاب الله عز وجل لأنَّ القرآن به الحياة، وهو حبل
الله المتين الذي من تمسّك به عُصم فيتَّخذ القرآن إمامًا، دائمًا يتلوه ويعمل به
ويتدبَّره حتى يرتبط به. وفي الحديث: التحذير من هجر القرآن، بحيث لا يتلوه ولا
يستمع له، فيحرمُ من الخير الذي فيه.
وقوله: «ثم لـمّا كان نقض الميثاق يدخل فيه نقض ما عهد إليهم...» المقصود بالميثاق: الميثاق الـذي أخذ الله على بني آدم: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ﴾ [الأعراف: 172]، فدلّ على: أنَّ الله أخذ العهد منهم على أنفسهم، وقد اختلف العلماء: هل هذا بمعنى أنَّ الله استخرجهم من صلب آدم وأخذ عليهم العهد وهم في عالم الذَّر؟ كما جاء به الحديث، وهو معنى ما في هذه الآية، فيكون مفسرًا لها، أو أنَّ المراد بالآية ما أقامه الله من الآيات الكونية من سماوات وأرض وبحار وأشجار، فهذا بمثابة أخذ العهد عليهم أن يتدبّروا هذه الأشياء ويستدلوا بها على عظمة الله سبحانه وتعالى ولعلَّ هذا هو الراجح إن شاء الله. فالمقصود: أنَّ الميثاق قد