وملائكة النَّهار، وهم الذين يحفظون أعمال بني
آدم ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، فيصعد الذين مكثوا، ويبقى الذين نزلوا. والحاصل:
أنَّ صلاة الفجر يُطوَّل فيها ما لا يُطوَّل في غيرها من الصلوات، وقد سبقت
الإشارة إلى ذلك.
وقوله: وكانت صلاتُه بعدُ
تخفيفًا، يعني: بعد الفجر، واستمر في تطويل الصلاة حيث قرأ بـ ﴿وَٱلطُّورِ﴾ [الطور: 1] و﴿قَدۡ
أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ [المؤمنون: 1] و﴿وَٱلۡمُرۡسَلَٰتِ عُرۡفٗا﴾ [المرسلات: 1] وكان هذا في
حجة الوداع ولم يعش بعدها إلاَّ قليلاً، فدلَّ على أنه استمر صلى الله عليه
وسلم في تطويل الفجر.
وقوله: «وَلاَ يُصَلِّي
صَلاَةَ هَؤُلاَءِ...» الذي ينكره الراوي أنَّ من الأئمّة من يطيل إطالةً
مخالفة لإطالة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بأن يزيد فيها فيشق على من
خلفه، ومنهم من يخففها تخفيفًا زائدًا عن تخفيف الرسول صلى الله عليه وسلم،
فيكون مخلًّا بالصلاة، فهو إذا أطال إطالة كثيرة شَقَّ على المأمومين، وإذا خفَّف
الصلاة تخفيفًا كثيرًا أخلَّ بها، والاعتدال هو الخير، حيث فيه مراعاة أحوال
المأمومين، ومراعاة إتمام الصلاة. وذكر الراوي نموذجًا من قراءتِه في الفجر، حيث
كان يطيل فيها ما لا يطيل في غيرها، فكان يقرأ فيها بـ ﴿قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ﴾ [ق: 1]، ونحوِها من
السُّور، وكان يقرأ بالسِّتين إلى المئة، وكان صلى الله عليه وسلم يطيل عملاً
بقوله تعالى: ﴿وَقُرۡءَانَ
ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا﴾ [الإسراء: 78] وقرآن الفجر، أي: صلاة الفجر، وسميت قرآنًا؛ لأنها تطول
فيها القراءة، وهذا أمر مستفيض من سنته صلى الله عليه وسلم، وكان صلى
الله عليه وسلم يدخل في صلاة