إلى الأحسن، وأمّا إن كان ثيِّبًا، وهو من وَطئ
زوجته في نكاح صحيح، وكان كل من الزوجين بالغين عاقلين حرّينِ، فقد جاءت السُّنّة
المتواترة بأنَّه يُرجم بالحجارة حتى يموت، وجاء هذا في القرآن الذي نُسخ لفظه
وبقي حُكمه: «والشَّيخُ والشَّيخَةُ إذا زَنيا فارجُموهما البتَّة نَـكالاً مِن
الله والله عزيز حكيم» فحدُّ الثَّـيَّب الرجم حتى الموت، وهذا هو الذي شرعه الله
لأهل الكتاب من قبلنا وشَرَعه لنا. فاليهود غيَّروا الرجم، وجعلوا محلّه أنَّه
يُسوَّد وجهُه، ويُطاف به في الأسواق، فتركوا العقوبة التي جعلها الله ووضعوا
عقوبةً من عند أنفسهم، وهذه العقوبة جعلوها لأشرافهم، أما بالنسبة لضعفائهم،
فكانوا يقيمون عليهم الحدود، يقصدون بذلك المحافظة على سمعة أشرافهم، في حين لا
يعبؤون بمن هم دونهم في المكانة.
وقد حَدَث في زمن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّ يهوديًّا من أشراف اليهود زنا بامرأة منهم في المدينة، وكان محصنًا، فضاقت حيلتهم فيه هل يرجمونه وينفِّذون فيه حكم التوراة، أو ينقلون العقوبة إلى عقوبة أخف؟ ثم إنهم اختلفوا في هذا، فقالوا: نذهب إلى محمد، ونسأله عن هذا الأمر، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: «ما تجدون حُكمه في التوراة؟» وأراد أن يكشف زيفهم، فقالوا: نجد في التوراة أنّه يُفعل فيه كذا وكذا وكذا، فطلب النبيُّ صلى الله عليه وسلم التوراة، فنُشرت بين أيديهم، فقرؤوها ووضع القارئ إصبعه على آية الرجم، وكان عبد الله بن سلام رضي الله عنه حاضرًا، وكان من أحبار اليهود، ثم منَّ الله عليه بالإسلام فأسلم، فقال: ارفع يدك،