×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 أنَّه في هذه الأمور لا يضع لها حدًّا فاصلاً؛ لأنها تخضع لاختلاف الزمان والمكان والأحوال، فأوكلها إلى العُرف، أي: إلى ما يتعارف عليه الناس في كل زمان ومكان. فالمرأة لها على زوجها حق النفقة والكسوة والسكنى؛ لأنَّ المرأة محبوسة عنده، لا تذهـب للتكسُّب أو لطلب الرزق، فهو الذي ينفق عليها ويضمن لها ما يكفيها لتكفيه هي مؤونة عمل البيت وتربية الأولاد، وهذا من أشرف الأعمال وأجلِّها، ولا عبرة بقول القائلين: إنكم قد عطّلتم نصف المجتمع لما أجلستم المرأة في بيتها؛ لأنَّ هؤلاء إنما يريدون أن تخرج المرأة وتختلط بالرجال ليحقّقوا مآربهم، وهؤلاء ينزعون بنا إلى الجهة الغربية، وإلى النظام الغربي الكافر، ليفسدوا نساءنا ويفسدوا مجتمعنا، فالمرأة لها عمل جليل تؤدّيه مع الصيانة والعفاف والستر، فتجمع بين المصلحتين: أداء العمل في البيت، وحفظ نفسها عن التبذّل وعن تطلّع الفسَّاق إليها، مع مراعاة ضعفها، فليست المرأة معطّلة، بل تقوم بعمل لا يقوم به غيرها، ولذلك لما خرجت المرأة لطلب العمل الخارجي والوظيفي، حدث الخلل في الأسرة والمجتمع، فضاع الأولاد الذين هم في غاية الحاجة للأم المربّية، فاضطرّ أصحاب البيوت أن يستقدموا المربّين والمربيات والخدم، وقد يكونون غير مسلمين، ولهم أفكار وثقافات منافية لديننا وعقيدتنا، فيربّون الأطفال على هواهم وميولهم ورغبتهم، ويلقّنونهم الأفكار الخبيثة والضارّة، ثم مَنْ هذه المربّية التي ستحلُّ مَـحَل الأم في العطف والحنان على الأولاد؟! وبالتالي فإنَّ الأولاد


الشرح