×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

سيعانون من اضطرابات ومشاكل لا حصر لها، فقد تكون كافرة تربيهم على أخلاق الكفار وعاداتهم، وقد تكون المربية عندها شعوذة وسحر، وهذا يكثر في المربيات، فماذا سيكون تأثير ذلك على الأسرة المسلمة؟ أو قد تكون هذه المستقدَمة غير شريفة في عِرضها، فتنشر الفساد في الأسرة، ولا سيّما مع شباب الأسرة، فيحصل بذلك مفاسد لا حصر لها. فالمقصود أنَّ الأم إن خرجت من بيتها لتعمل فإما أن يُذهب بالأولاد إلى دور الحضانة، كأنهم لقطاء ليس لهم آباء، ولو كانوا يعتنون بهم من الناحية البدنية من حيث الأكل والشرب، لكن المقصود بالدرجة الأولى التربية العقلية والدينيّة والروحيّة، وأنّى لأولئك المربين أن يقوموا بمهمة الأم وعطفها وحنانها.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ...» بعد أن أوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الوصايا وهذه النصائح العظيمة، أخبرهم بأنَّ المرجع الذي يرجعون إليه في أمورهم كلها وحل مشاكلهم: كتابُ الله المنزَّل على رسوله صلى الله عليه وسلم، ويدخل في ذلك السُّنَّة فإنها من كتاب الله عز وجل ووحيه، فالمرجع في ما أشكل علينا من أمور ديننا ودنيانا إنما هو كتاب الله وسنّة رسوله، قال سبحانه: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59]، فلا يجوز الرجوع إلى الأنظمة والقوانين الوضعية، وتركُ كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.


الشرح