×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 قَال َ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا [الإسراء: 32]. ولا شكَّ أنَّ فتنة النساء عظيمة لما فيهنّ من الأنوثة، ولما فُطر عليه الرجال والنساء من ميل أحدهما إلى الآخر، وتزداد الفتنة إذا تجمّلت النساء وخالطن الرجال، ولا سيّما الشباب منهم، لقوة الشهوة عندهم. فالمقصود: أنَّ النساء أخطر فتنة على المجتمعات، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ؛ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» ([1])، وقال عليه الصلاة والسلام: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» ([2])، ولهذا تجد أنَّ الإسلام يحافظ على النساء محافظة تامة، خوفًا من الافتتان والفاحشة، وضياع الأنساب واختلاطها، لذلك وضع ضوابط تصون المرأة من جهة، وتمنع من شيوع الفاحشة والافتنان من جهة أخرى:

منها: أنَّ الله شرع للمـرأة البقـاء في البيت، قـال سبحـانه: ﴿وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب: 33]، فالأصل في المرأة المكوث في بيتها، هذا هو الأصل، وإنما تخرج لحاجتها بضوابط شرعية مأمونة.

ومنها: أنَّ الله نهاها عن التبرج، وهو الخروج بالزينة والطيب، ﴿وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ [الأحزاب: 33].

ومنها: أنَّ الله أمرها بالحجاب، وهو ستر الجسم في حضرة الرجال غير المحارم، بما في ذلك الوجه والكفان، قَال َ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2742).

([2])أخرجه: البخاري رقم (5096)، ومسلم رقم (2740).