×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

مَتَٰعٗا فَسۡ‍َٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ [الأحزاب: 53]، وقَال َ تَعَالَى: ﴿وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ [النور: 31].

ومنها: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن سفر المرأة وحدها بدون مَـحرم، ونهى عن خَلوة المرأة مع الرجل غير المحرم، فقال صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا» ([1]).

ومنها: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اختلاط النساء بالرجال، فشرع للمرأة أن تصلِّي خلف الرجال، ولا تختلط بصفوف الرجال، ومع ذلك قال: «وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ» والآن يحاول المستغربون كسر هذه الحواجز كلها بإملاء من الكفار ليفسدوا مجتمع المسلمين. فالشارع وضع هذه الضوابط لئلا تصبح المرأة فِتنة وشرًّا على المجتمع، ولذلك أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: «وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا» أي: اقبلوا الوصية فيهن، فلا تظلموهنّ بحقوقهنّ؛ لأنَّ المرأة ضعيفة، فلا يجوز أن يستغلّ الرجل قوته وسلطته بحكم أنه الزوج أو الولي فيتعسَّف في هذا الحق، فيضرّ بالمرأة ويظلمها، وفي المقابل يجب أن يقوم بواجب القوامة، ولا يُهملها ويترك الحبل لها على الغارب؛ لأنه مسؤول عنها أمام الله، قال الله عز وجل: ﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ [النساء: 34]. ومن القوامة منعها مما يضرّ بها وبالمجتمع.


الشرح

([1])أخرجه: النسائي في «الكبرى» رقم (9177)، وأحمد رقم (114)، وأبو يعلى رقم (141).