ذكر وتعظيم لله سبحانه. وفي الحديث: دليل على
منع التشبّه بأهل الكتاب في أمور الدين والعبادات، وفي عاداتهم الخاصة بهم من وجه
عام؛ لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم، عمَّم النَّهي، فقال: «من تشبَّهَ بقومٍ
فهو منهم» ([1])، يعني: بأيِّ نوع
من التشبّه، وهذا وعيد شديد يقتضي تحريم التشبّه بعموم الكفار من أهل الكتاب
وغيرهم. وفي الحديث من الفوائد: أنَّ الرؤيا تكون حقًّا، والرؤى كما ذكر ابن
القيِّم في كتاب «الروح»، تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن تكون الرؤيا من
حديث النفس، كأن يفكِّر الإنسان في شيء ويهتم به، ثم إذا نام رآه، فهذا هو حديث
النفس، ويُسمَّى أضغاث أحلام، فلا يُلتفت إليه.
القسم الثاني: ما هو من الشيطان،
فإنَّ الشيطان يأتي إلى النائم ويُريه أشياء يزعجه بها وينغِّص عليه نومه، خصوصًا
إذا كان الإنسان قد نام دون أن يأتي بالأذكار الشرعية قبل النوم، خصوصًا آية
الكرسي، لأن مَن قرأها عند نومه لا يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى
يصبح، كما صحَّ ذلك في الحديث.
القسم الثالث: أن تكون رؤيا حق، وهي من الله سبحانه وتعالى بواسطة الملك، وهي من المبشِّرات، أما رؤى الرسل أو الأنبياء، فإنها تكون تشريعًا، ووحيًا من الله سبحانه وتعالى وهي جزء من النبوة، وأما الرؤيا من غير الأنبياء فإنها لا تُعدّ تشريعًا، ولا يؤسّس عليها أحكام، وهذه الرؤيـا
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وابن أبي شيبه رقم (33016)، والبزار رقم (2966).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد