×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

وأيضًا فقد روى أبو داود في «سُننه» ([1]) وغيره، من حديث هُشيمٌ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ - عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنَ الأَْنْصَارِ قَالَ: اهْتَمَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلصَّلاَةِ كَيْفَ يَجْمَعُ النَّاسَ لَهَا، فَقِيلَ لَهُ: انْصِبْ رَايَةً عِنْدَ حُضُورِ الصَّلاَةِ، فَإِذَا رَأَوْهَا آذَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، قَالَ فَذُكِرَ لَهُ الْقُنْعُ يَعْنِي الشَّبُّورَ، وَقَالَ زِيَادٌ شَبُّورُ الْيَهُودِ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، وَقَالَ: «هُوَ مِنْ أَمْرِ الْيَهُودِ»، قال: فذكروا له النّاقوس، فقال: «هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَى فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ وَهُوَ مُهْتَمٌّ لِهَمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأُرِيَ الأَْذَانَ فِي مَنَامِهِ قَالَ فَغَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لَبَيْنَ نَائِمٍ وَيَقْظَانَ إِذْ أَتَانِي آتٍ، فَأَرَانِي الأَْذَانَ. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدْ رَآهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَكَتَمَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا، قَالَ ثُمَّ أَخْبَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنَا؟»، فَقَالَ: سَبَقَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا بِلاَلُ قُمْ فَانْظُرْ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ فَافْعَلْهُ»، قَالَ: فَأَذَّنَ بِلاَلٌ، قَالَ أَبُو بِشْرٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَيْرٍ أَنَّ الأَْنْصَارَ تَزْعُمُ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ لَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضًا لَجَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُؤَذِّنًا.

***

المقصود من هذا الحديث الاستدلال على منع التشبّه باليهود والنصارى في أمور العبادات، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة احتاج المسلمون إلى إيجاد وسيلة لجمع المسلمين للصلوات الخمس في المساجد، ولقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر، ولكنه لم ينزل عليه


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (498)، والبيهقي رقم (1908).