×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 العلم والعلماء فعلوا هذا لارتدع كثير من الناس، ولكن للأسف يأتون ويجاملون ويجلسون، فصار الأمر عاديًّا. والإنكار على ثلاث درجات: ينكر بيده إذا كان له سُلطة، فإذا لم يكن له سُلطة، فإنَّه ينكر بلسانه، يبيِّن ويحذِّر ويبلِّغ، فإذا لم يتمكن من الإنكار باللسان فإنَّه ينكر بقلبه، وإذا أنكر بقلبه، فإنَّه لا يجلس مع أهل المنكر.

قوله: «إذا كان في الدعوَة مسكر...» هذا ما يرويه ابن الإمام أحمد عن أبيه الإمام أحمد، أنَّ هذه كانت سيرته في إنكار المنكر، وفعله هذا إنما فعله عملاً بسُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان إذا جاء إلى اجتماع أو دعوة، ورأى فيها شيئًا من المنكرات لا يجلس؛ لأنَّه قدوة، فلو جلس لتساهل الناس واقتدوا به، فكان من إنكاره أنَّه لا يجلس وينصرف.

قوله: «سَتْر الجدران» سَتْر الجدران فيه تفصيل: فإذا كان للحاجة، كأن يستر طاقة في الجدار أو كُوَّة تنفذ منها الرؤية، أو يتأذّى بما ينفذ منها، فإنها تُستر ولا بأس في ذلك؛ لأنها للحاجة، وقد فعلته عائشة رضي الله عنها، حيث سترت سهوةً لها بقرام، فالرسول صلى الله عليه وسلم أنكر الصور ولم ينكر سَتر السهوة، وأما إن كان سَتر الجدران من باب الرفاهية والزينة، فهذا لا يجوز، وإنما هو خاص بالكعبة المشرَّفة، فهي التي تُستر وتُكسى.

قوله: «ولو تتبعنا ما في هذا الباب...» لو أنَّ الشيخ أراد أن يستقصي في الكتاب والسُّنَّة من الأدلة على منع التشبّه بالكفار لتضاعف حجم هذا الكتاب، وهذا يدلُّ على وفور علمه وغزارته وعلى


الشرح