فاتفق عمر رضي
الله عنه والمسلمون معه، وسائر العلماء بعده، ومن وفَّقه الله تعالى من ولاة
الأمور على منعهم من أن يُظهروا في دار الإسلام شيئًا مما يختصون به. مبالغة في أن
لا يُظهروا في دار الإسلام خصائص المشركين، فكيف إذا عملهـا المسلمـون وأظهروها
هم؟
***
نتيجة كل ما سبق
ذكره هو التشبه بالكفار:
قوله: «فاتفق عمر رضي الله عنه والمسلمون معه، وسائر العلماء بعده...» على عدم إظهار أهل الكتاب في دار الإسلام شيئًا من أمور دينهم وشعائرهم، وهذا محل إجماع العلماء وَولاة الأمور، ليكون دين الإسلام متميزًا عزيزًا لا يشوبه شيء، وهكذا يلزم ولاة الأمور ومن تحت أيديهم من الأمراء أن يسعوا في منع إظهار شعائر الكفر في بلاد الإسلام، وهذا أمر يلزم عموم المسلمين العمل به حتى لا يختلط الحق بالباطل، وحتى لا يندمج الكفر مع الإيمان، والسُّنَّة مع البدعة، فلا بد أن يحافظ المسلمون على دينهم، سواء كانوا من الولاة أو من الأمراء الذين تحت الولاة، أو من عامة المسلمين، فالمسلمون كلهم يتظافرون على حماية دينهم، وتميُّزه عن غيره من الأديان؛ لأنَّه الدِّين الحق، الذي يعلو ولا يُعلى عليه. والغرض من ذلك: «مبالغة في أن لا يُظهروا في دار الإسلام خصائص المشركين...».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد