انعكاس الأمر الآن:
فكيف إذا كان العكس؟ وهو الواقع الآن، أنَّ المسلمين هم أنفسهم الذين يعملون أعمال الكفار، ويظهرون شعارات الكفار، فإنَّ هذا من الانتكاس، لما أصبح المسلمون هم الذين يظهرون شعار الكفر ويشاركون في أعياد أهل الكتاب، ويظهرون عاداتهم وتقاليدهم. وللأسف صار الذكي والمثقف والمفكر هو الذي يقلّد الكفار ويسابق إلى التخلَّق بأخلاقهم وقراءة ثقافاتهم، وبقدر تأثره بهم يكون أكثر ثقافة وقبولاً في المجتمعات، وهذا من الانتكاس، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله، وهو إهمال لدين الله عز وجل بل فيه إذلالٌ لدين الله وإعزازٌ لدين الكفر، فالواجب أن يتنبه المسلمون لذلك، وعلى رأسهم ولاة أمورهم، وأن لا يتساهلوا في شيء منه، وأن لا يطيعوا من ينادي بذلك من دعاة الحضارة، بزعمهم؛ لأنَّ الحضارة والرقي والتقدم إنما يكون باتباع الدِّين وتعاليمه. وخلاصة الأمر: أنَّ ديننا - ولله الحمد - أغنانا بتشريعاته وأحكامه، وانسجامه مع الفطرة عن غيره من الأديان، وديننا هو مصدر عزّتنا، فماذا كان العرب قبل الإسلام؟ عبارة عن قبائل متناحرة متصارعة، يغزو بعضهم بعضًا، وولاؤهم لفارس والروم، فلما أسلموا صاروا سادة العالم وفتحوا البلاد، وأخرجوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، أفنترك الدين الذي هو مصدر عزتنا ونتَّبع شعارات وعادات الكفر؟ واليوم وللأسف صرنا نستبدل ثقافتنا وحضارتنا بثقافة وحضارة غيرنا، انظر لأسماء الشوارع والمحلات تجدها كتبت
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد