×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 أهل الجاهلية ولم يشرع في الإسلام.

***

قوله: «ومنها ما يعود بترك إكرامهم وإلزامهم الصغار...».

3- أي من فوائد الشروط التي وضعها عمر رضي الله عنه على أهل الذمَّة: ترك إكرامهم ومنع إعزازهم وإعظامهم، وليس المقصود ظلمهم، أو عدم إعطائهم حقوقهم، وإنما أن لا نرفع قدرهم وقد أذلّهم وَوَضعهم الله بسبب كفرهم.

قوله: «ومن المعلوم أن تعظيم أعيادهم ونحوها بالموافقة فيها هو نوع من إكرامهم...» الذي مُنعنا منه، وموافقتهم تكون إما بالسّماح لهم بإقامتها وإظهار شعائرهم، أو مشاركتهم بها مما يفرح قلوبهم؛ لأنَّ هذا فيه ثناءٌ على دِينهم ومدح له، وفيه إذلال للإسلام، وهم أحرص الناس على إذلاله وعلى إهانته، فهؤلاء المتمسلمون الذين يعملون هذه الأعمال إنما يكرمون الكفار، وينصرون دينهم من حيث لا يشعرون، قد لا يكونون متعمِّدين، أو قد لا يفطنون ويفعلونه عن جهل وعن غير قصد، وإلاَّ لو تعمَّدوا هذا الشيء كان الحكم أغلظ، لكن مع ذلك لا يُعذرون، لأن المؤمن يجب أن يسأل عن أمور دينه.

قال: «الوجه الثاني ([1]) من دلائل الإجماع: أنَّ هذه القاعدة قد أمر بها غير واحد من الصحابة... إلخ» المقصود: أنَّ الدليل على ما نحن بصدده من عدم تمكين الكفار من إظهار شعائرهم في بلاد الإسلام فعل عمر رضي الله عنه، وما فعله أفراد الصحابة الذين ليس لهم ولاية، وإنما فعلوا ذلك بموجب ما فهموه من دينهم الذي يأمرهم بمخالفة الكفار، واشتهر


الشرح

([1])الوجه الأول سبق في أول الفصل.