بطانة، بل إنّه أنكر على أحد الصحابة الفُضلاء
وهو من أكابر الصحابة لما اتخذ كاتبًا نصرانيًا حاذقًا في الحساب، فقال له: اجعل
بدله مسلمًا، فراجعه الصحابي في ذلك فقال عمر: اعتبره مات، فاصنع ما أنت صانع.
قوله: «حتى روي عنه
أنه أحرق الكتب العجميّة...» يعني: أنَّ عمر حرق كتب الأعاجم؛ لأنَّ في القرآن
غنى عنها، وهذا هو الواجب أن لا تروّج الكتب التي فيها ضلال وانحراف، والكتب
السماوية المنسوخـة، وأن تشاع بين عامة المسلمين، ولا يقال: هذا للاطلاع كالتوراة
والإنجيل. ولا يقال في هذا: إنَّ المأمون قد ترجم كتب اليونان والرومان، فالحقيقة
أنَّ هذا من معايب المأمون - غفر الله له - حيث إنَّه ترجم الكتب الرومية، وأدخلها
على المسلمين، حتى قال الإمام أحمد: لا أظن أنَّ الله يغفل عن المأمون، فقد أحدث
في الإسلام ما ليس منه، وما حصل من محنة القول بخلق القرآن إنما هو من جرّاء تقريب
المعتزلة، وترجمة الكتب الرومية واليونانية، وما فيها من شرٍّ وأفكار منحرفة، أضف
إلى ذلك البطانة التي اتخذها المأمون من المعتزلة الذين أشاروا عليه بهذه المشورة
الخبيثة، ولا يزال المسلمون يعانون من تصرفات المأمون.
قوله: «حيث فعل بصبيغ بن عسل التميمي ما فعل...» صبيغ هذا كان كثير التساؤلات والتشكيكات في الآيات والأحاديث، وكان يجتمع عليه بعض الجهال، فتنبَّه له عمر رضي الله عنه فاستدعاه، ثم ضربه على رأسه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد