×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

قلت: صلاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم في مسجد بيت المقدس في ليلة الإسراء، قد رواها مسلم في «صحيحه» ([1])، من حديث حمَّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَْنْبِيَاءُ»، قَالَ: «ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ»، قَالَ: «ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ...» وذكر الحديث.وقد كان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، يُنكر أن يكون صلّى فيه؛ لأنَّه لم يبلُغْه ذلك، واعتقد أنَّه لو صلّى فيه لوجب على الأمَّة الصلاة فيه.

***

قوله: «ثُمَّ جَاءَ فَبَسَطَ رِدَاءَهُ...» لأنَّ بيت المقدس كان مملوءًا بالأوساخ والقاذورات والنفايات، فعمر رضي الله عنه نظّفه من هذه القاذورات، وباشر ذلك بنفسه وكنس بردائه رضي الله عنه، ففعل الناس مثله ونظّفوا المسجد من هذه القاذورات.

قوله: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ...» يفيد هذا الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد صلّى في بيت الـمقدس، وأحاديث الإسراء والمعراج كثيرة، وأغلبها في «الصحيحين»، أو في أحدهما، والإسراء والمعراج ثابتان في القرآن، قَال َ تَعَالَى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (162).