على ذلك، ويمنع رفع القبور كذلك لأنَّ فيه
مشابهة اليهود والنصارى، فهم يرفعونها ويزوِّقونها حتى تُعبد من دون الله، مع كون
ذلك من وسائل الشرك.
قوله: «أمرني النبي
صلى الله عليه وسلم إلاَّ أدع قبرًا مشرفًا إلاَّ سويته...» يعني: لا يجوز أن
يرتفع القبر عن الأرض إلاَّ شبرًا، سواء كان ترابًا أو بناءً، ولا يوضع على القبر
شيء إلاَّ من ترابه.
قوله: «وسنذكر - إن شاء الله - عن عبد الله بن عمرو أنه قال: من بنى ببلاد المشركين...» أي: أنَّ عبد الله بن عمرو بن العاص عنهما، روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّ مَن بنى في أرض المشركين، وصنع نيروزهم ومهرجانهم فهو منهم، ومعنى بنى: أي استوطن في بلاد المشركين من غير ضرورة، وغير مُظهرٍ لدينه؛ لأنه يختلط بهم وتتوطَّد العلاقة بينه وبينهم، وربما تنازل عن كثير من أمور دينه، أو ضيّعها بسبب إرضائه لهم، وهذا بالضرورة يحمله على مشاركتهم في أعيادهم ومناسباتهم كالنيروز ويكون في أول الربيع، والمهرجان ويكون في أول فصل الخريف، فهما عيدان للمشركين، فلا يجوز للمسلمين أن يشاركوا المشركين في أعيادهم، بل إن للمسلمين عيدين خاصَّين بهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، وهما يأتيان بعد أداء ركنين من أركان الإسلام، فعيد الفطر يأتي بعد أداء ركن الصيام في رمضان، وعيد الأضحى يأتي بعد أداء الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، فهما مناسبتان دينيّتان، ليستا لمجرد اللهو واللعب والمرح، وإنما هما شكر
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد