×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 فالواجب على هذه الأُمَّة أن تتمسك بدينها، وأن لا تزيد في العبادات أو تنقص منها إذا كانت محددة؛ لأنَّ هذا فيه تشريع بما لم يأذن الله به، وفيه تشبّه بالذين غيروا دينهم وابتدعوا.

قوله: «وقالوا: فإذا غربت الشمس أفاض الإمام والناس معه...» يعني: أنَّ من وقف بعرفة في النهار، فإنَّه يستمر بالوقوف إلى أن تغرب الشمس كما فعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فإنَّه بقي فيها إلى أن غربت الشمس واستحكم غروبها، ثم انصرف من عرفة إلى مزدلفة، مخالفًا بذلك انصراف المشركين، فإنهم كانوا ينصرفون قبل الغروب.

قوله: «وقالوا: لا يجوز الأكل والشرب والادّهان في آنية الذهب...» هذا أيضًا مخالفة لأهل الكتاب، فإنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة، وعن الأكل في صحافِها، وقال: «فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الآْخِرَةِ» ([1])، فدلَّ على أنَّ استعمال أواني الذهب والفضة من صفات الكفار، ونحن منهيّون عن التشبّه بهم، ولا يقتصر هذا على الأكل والشرب، بل على سائر وجوه الاستعمال، ما دامت العلَّة منع مشابهة المشركين، وإنما ذُكر الأكل والشرب لأنهما غالب وجوه الانتفاع.

قوله: «وقالوا في تعليل المنع من لباس الحرير في حجة أبي يوسف...» يعني: أنّ أبا يوسف ومحمد بن الحسن خالفا إمامهما أبا حنيفة، في مسائل، منها: استعمال الحرير، ولبس الحرير؛ لأنَّ فيه


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5633)، ومسلم رقم (2067).