×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 تحقق الغروب. وأيضًا فإنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم خالف المشركين في التعجّل من مزدلفة، فإنَّ المشركين كانوا يبقون في مزدلفة إلى أن تطلع الشمس، فخالفهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم واستعجل ونفر من مزدلفة قبل أن تطلع الشمس.

قوله: «وقالوا أيضًا: يكره السجود في الطاق؛ لأنه يشبه صنيع أهل الكتاب...» سبق الحديث عن هذه المسألة. فالطّاق: هو المحراب، وهي تسمية عاميَّة، وإلاَّ فالمحراب في الأصل هو المصلّى، قَال َ تَعَالَى: ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ [آل عمران: 37]، يعني: مصلاَّها الذي اعتزلت عنهم للصلاة والعبادة فيه، فالمراد بالمحراب: هو مكان العبادة، والطاق عند اليهود هو المذبح في الجدار على شكل دائرة، وهذه الدائرة يصلّي فيها الإمام، وهذا مكروه لما فيه من التشبّه باليهود؛ لأنهم يخصّون هذا المكان، ويظنون أنَّه أفضل، ونحن نقول: الطاق إنما يُعمل لأجل معرفة القِبلة فقط، لا لأجل أن يصلّي فيه الإمام أو غير الإمام ويعتقد أنَّ فيه البركة.

قوله: «بخلاف ما إذا كان سجوده في الطاق، وهذا أيضًا ظاهر مذهب أحمد...» يعني: أنَّ مذهب أحمد يقول بكراهة الإمامة في الطاق، أي: في المحراب، فتُـكره إمامة الإمام وهو داخل المحراب؛ لأنَّه بذلك يختفي عن المأمومين، وعن الذين عن يمينه ويساره، ولأنَّ فيه تشبّهًا بأهل الكتاب.

قوله: «بخلاف ما إذا كان سجوده في الطاق» الظاهر أنَّ صحة العبارة: «من غير الطاق».


الشرح