×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 ليس منه، ويعرف ذلك إذا لم يكن عليه دليل من كتاب الله أو سُنَّة رسوله؛ لأنَّ الدين أكمله الله قبل وفـاة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أنزل الله على رسوله في ختام حياته وهو واقف بعرفة في حجة الوداع - التي لم يعش بعدها صلى الله عليه وسلم إلاَّ شهرين وأيامًا - قوله تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3]. فهذا إعلام من الله جل وعلا أنَّ هذا الدين تكامَل، وأنَّه لا يقبل الزيادة، إلاَّ أنّ طوائف من المنتسبين للإسلام أبوا إلاَّ اتباع البدع والمحدثات، والزهد في السُّنن، وهذه آفة أهل البدع، فإن أصحابها لا يحرصون على السُّنَّة، بل ينفرون منها، ويقبلون على البدع ويتمسكون بها، فالواجب على المسلمين أن يقاوموهم، وأن يُحذِّروا منهم، كما حذَّر منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن أهل العلم مَن منع التشبّه بهؤلاء المبتدعة، كما يمنع التشبّه بالكفار، فهم يمنعون التشبّه بالمبتدعة حتى لا يصير المرء منهم، فالمبتدعة ليسوا كفارًا في الجملة، ما داموا ينتسبون إلى الإسلام ويشهدون أنَّ لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، فلا يُحكم عليهم بالكفر إلاَّ بعد تفاصيل معروفة، وإن كان من البدع ما يوصف صاحبها بالكفر.

قوله: «ويستحب أن يتختّم في يساره للآثار...» الأصل أنَّ التختّم من المباحات؛ لأنَّ الإنسان يحتاج إلى الخاتم، لينقش عليه اسمه، وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يلبس الخاتم ويكتب عليه اسمه لأجل أن يختم به على


الشرح