قوله: «ونُقل عن بعض
السلف أنه كان يتمنطق...» يحرم علينا أن نتشبّه بالكفار في الأمور الخاصة بهم،
أما الأمور العامَّة كاللباس والحزام الذي يكون في وسط الجسم، لأجل العمل، أو لأجل
الحاجة، فلا بأس به، مع أن الكفار كانوا يحزمون أوساطهم؛ لأنَّ الفعل هنا ليس
للتشبّه بالكفار، وإنما الغرض من هذا التقوية على العمل، فعلى هذا يباح للمسلم أن
يلبس المنطقة.
قوله: «ومثل هذا، هل يجعل قولاً له إذا سئل عن مسألة فحكى فيها جواب غيره...» هذه مسألة استطرادية، والمقصود: أنه إذا نَقل الإمام أحمد كلامًا أو فتوى لغيره، فهل تُنسب إليه هو أيضًا؛ لأنَّه حكاها وأقرَّها؟ يعني: هل حكاهـا من باب الإقرار، أو من باب رواية هذه المسألة عن غيره، وبالتالي فهو لا يراها؟ قد ينقل الإنسان شيئًا وهو لا يراه، فليس من اللازم إذا نقل شيئًا أن يكون مقتنعًا به.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد