ولمثل هذا تردد كلامه في القوس الفارسية، فقال الأثرم: سألت أبا عبد الله عن القوس الفارسية؟ فقال: إنما كانت قِسىُّ الناس العربية، ثم قال: إن بعض الناس احتج بحديث عمر رضي الله عنه: جِعاب وأدم. قلت: وحديث أبي عمرو بن حماس؟ قال: نعم، قال أبو عبد الله، يقول: فلا تكون «جُعبة» إلاَّ للفارسية، والنَّبل فإنما هو قرن. قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله في تفسير مجاهد: ﴿قُلُوبُنَا فِيٓ أَكِنَّةٖ﴾ [فصلت: 5]، قال: كالـجُعبة للنَّبل، قال: فإن كان يُسمى جُعبة للنبل، فليس ما احتج به الذي قال هذا بشيء، ثم قال: ينبغي أن يُسأل عن هذا أهل العربية. قال أبو بكر: قيل لأبي عبد الله: الدَّرّاعة يكون لها فُرَج؟ فقال: كان لخالد بن معدان درَّاعة لها فُرَج من بين يديها قدر ذراع، قيل لأبي عبد الله: فيكون لها فُرج من خلفها؟ قال: ما أدري، أما من بين يديها فقد سمعت، وأما من خلفها فلم أسمع، قال: إلاَّ أنَّ في ذلك سَعةً له عند الركوب ومنفعة. وقد احتجَّ بعض الناس في هذا بقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ﴾ [الأنفال: 60]. ثم قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: واحتج بهذه الآية بعض الناس في القوس الفارسية، ثم قلت: إن أهل خراسان يزعمون أنَّه لا منفعة لهم في القوس العربية، وإنما النكاية عندهم للفارسية، قال: وكيف؟ وإنما فتحت الدنيا بالعربية، قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: ورأيتهم بالثغر لا يكادون يعدلون بالفارسية، قال: إنما رأيت الرجل بالشام متنكِّبًا قوسًا عربية. وروى الأثرم عن حفص بن عمر، حدثنا رجاء بن مرجَّى، حدثني عبد الله بن بِشر، عن أبي راشد الحبراني