×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 لها فُرج من بين يديها قدر ذراع، وخالد بن معدان هذا من الأئمة المحدثين، ومن الزُّهاد والأتقياء، وكان ثقة.

قوله: «ما أدري، أما من بين يديها فقد سمعت، وأما من خلفها فلم أسمع...» يعني: أنَّ الإمام أحمد يقول: لم أسمع أنَّ الدَّرَّاعة يكون لها فروج من الخلف، لكن نظرًا لأنَّ هذا أوسع له، يعني كأنَّه يتسامح في ذلك نظرًا لأنَّ فيه مصلحة، ولم يثبت عنده ما يخالف هذا الشيء.

قوله: «وقد احتج بعض الناس في هذا بقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم [الأنفال: 60] » هذه الآية عامة وقد سبق الكلام في القسيّ الفارسية، وأنَّ الإمام أحمد يحبِّذ الاقتصار على القسيّ العربية، واحتجَّ بعضهم بهذه الآية على جواز استعمال القسيّ مطلقًا للعجمة ولغيرها، لعموم قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ [الأنفال: 60] فكل ما فيه قوة فإنَّه يُعدّ دون نظرٍ إلى كونه من أسلحة الكفار أو غيرهم.

قوله: «قال الأثرم: واحتجَّ بهذه الآيـة بعض الناس في القوس الفارسية...» سلف الحديث أنَّ الإمام أحمد كان يكره القَسِيَّ الفارسية؛ لأنَّ عندنا ما يغنينا، وهي القسيّ العربية، فاحتجَّ عليه بعضهم بأمرين:

الأمر الأول: عموم قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ [الأنفال: 60] وهذا يشمل أيّ قوة.

الأمر الثاني: أنَّ أهل المشرق من المسلمين كانوا يقاتلون بالقَسِيِّ الفارسية، ويقولون: إنها أمضى من القَسِيِّ العربية، لكن الإمام أحمد


الشرح