×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 سحور وهم يقدرون عليه، أو يتسحّرون مبكِّرين قد خالفوا السُّنة، وتشبّهوا بأهل الكتاب والبدع.

قوله: «وذكروا في اللباس: النهي عن ما فيه تشبّه الرجال بالنساء...» لقد جاءت الأحاديث بالنهي عن ذلك، فلقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبِّهين من الرجال بالنساء، ولعن المتشبِّهات من النساء بالرجال، في اللباس وغيره، وذلك بأن تلبس المرأة لِبسة الرجل، أو يلبس الرجل لِبسة المرأة؛ لأنَّ في هذا تحوّلاً عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهذا يدلّ على أنَّ الذَّكَر ليس كالأنثى، فالأنثى لها صفة ولها لباس ولها عمل خاص بها، والرَّجُل كذلك، ولا يجوز لأحد الطرفين أن يأخذ عمل الآخر، أو يلبس لبسة الآخر؛ لأنَّ الله فاوت بينهم، وجعل لكل صنف ما يليق به.

قوله: «وذكروا أيضًا أنَّ المشركين كانوا يقفون بعرفات إلى اصفرار الشمس...» المشركون كانوا يقفون بعرفة ويدفعون قبل الغروب عند اصفرار الشمس، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم خالفهم وبقي في عرفة حتى غربت الشمس، ثم دفع منها. وكذلك في مزدلفة، فإن المشركين كانوا يقفون بالمزدلفة ويبيتون بها، لكنهم كانوا يستمرّون في الوقوف بمزدلفة إلى أن تطلع الشمس، فخالفهم نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم، فدفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس، وقال: «خَالَفَ هَدْيُنَا هَدْيَ الْمُشْرِكِينَ». ومثل ذلك صوم يوم عاشوراء، فإنَّ صيامـه عبادة قديمة فعلها موسى عليه السلام، وبقيت في بني إسرائيل، بل إن العرب كانوا يصومون هذا اليوم، فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم صامه


الشرح